فَعُلِم أنهم كاذبون في هذا القول، قاصدون به الامتناع من الواجب؛ ولهذا قال :﴿ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه ﴾، و ﴿ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ﴾، فهى وإن سمعت الخطاب وفقهته لا تقبله ولا تؤمن به، لا تصديقًا له ولا طاعة، وإن عرفوه كما قال :﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ ﴾ [ البقرة : ١٤٦ ]، فـ ﴿ غُلْفٌ ﴾ جمع أغلف. وأما ( غُلُف ) ـ بالتحريك ـ فجمع غلاف، والقلب الأغلف بمنزلة الأقلف. فهم ادعوا ذلك وهم كاذبون في ذلك، واللعنة : الإبعاد عن الرحمة، فلو عملوا به لرحموا؛ ولكن لم يعملوا به، فكانوا مغضوبًا عليهم ملعونين، وهذا جزاء من عرف الحق ولم يتبعه، وَفقِه كلام الرسل ولم يكن موافقًا له بالإقرار تصديقًا وعملًا.


الصفحة التالية
Icon