ولهذا معنى يخصه يتميز به؛ ولهذا معنى يخصه يتميز به، كما بين العلو، والكبرياء، والعظمة، فإن هذه الصفات وإن كانت متقاربة، بل متلازمة، فبينها فروق لطيفة؛ ولهذا قال النبي ﷺ فيما يروى عن ربه تعالى :( العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذبته )، فجعل الكبرياء بمنزلة الرداء، وهو أعلى من الإزار.
ولهذا كان شعائر الصلاة، والأذان، والأعياد والأماكن العالية، هو التكبير، وهو أحد الكلمات التي هي أفضل الكلام بعد القرآن؛ سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي ﷺ.
ولم يجئ في شيء من الأثر بدل قول :( الله أكبر )، ( اللّه أعظم ). ولهذا كان جمهور الفقهاء على أن الصلاة لا تنعقد إلا بلفظ التكبير. فلو قال :( اللّه أعظم ) لم تنعقد به الصلاة لقول النبي ﷺ :( مفتاح الصلاة الطُّهُور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم ). وهذا / قول مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي يوسف، وداود، وغيرهم. ولو أتى بغير ذلك من الأذكار، مثل سبحان اللّه، والحمد للّه، لم تنعقد به الصلاة.
ولأن التكبير مختص بالذكر في حال الارتفاع، كما أن التسبيح مختص بحال الانخفاض، كما في السنن عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلمإذا علونا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا فوضعت الصلاة على ذلك.
ولما نزل قوله :﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [ الواقعة : ٧٤، ٩٦ ]، قال :( اجعلوها في ركوعكم )، ولما نزل :﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [ الأعلى : ١ ]، قال :( اجعلوها في سجودكم ). وثبت عنه أنه كان يقول في ركوعه :( سبحان ربي العظيم )، وفي سجوده :( سبحان ربي الأعلى ). ولم يكن يكبر في الركوع والسجود.


الصفحة التالية
Icon