واللَّمْز : كالذم والعيب، وإنما ذم من يكثر الهمز، واللمز. فإن الهُمُزَة واللُّمزَة : هو الذي يفعل ذلك كثيرًا، و [ الهمزة ]، و [ اللمزة ] :/ الذي يُفْعل ذلك به. كما في نظائره مثل الضحكة والضحكة، واللعبة واللعبة، وقوله :﴿ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴾ [ الهمزة : ٢ ]، وصفه بالطعن في الناس، والعيب لهم، وبجمع المال وتعديده، وهذا نظير قوله :﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ﴾ [ النساء : ٣٦، ٣٧ ]، فإن الهمزة اللمزة : يشبه المختال الفخور، والجمَّاع المحصي نظير البخيل، وكذلك نظيرهما قوله :﴿ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ [ القلم : ١١، ١٣ ]، وصفه بالكبر والبخل، وكذلك قوله :﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ﴾ [ الليل : ٨ ]، فهذه خمسة مواضع، وذلك ناشئ عن حب الشرف والمال، فإن محبة الشرف تحمل على انتقاص غيره بالهمز واللمز والفخر والخيلاء، ومحبة المال تحمل على البخل، وضد ذلك من أعطي فلم يبخل، واتقي فلم يهمز، ولم يلمز. وأيضًا، فإن المعطي نَفَعَ الناس، والمتقي لم يضرهم، فنفع ولم يضر. وأما المختال الفخور البخيل، فإنه ببخله منعهم الخير، وبفخره سامهم الضر، فضرهم ولم ينفعهم، وكذلك :[ الهمزة الذي جمع مالا ]، ونظيره : قارون الذي جمع مالا، وكان من قوم موسي فبغي عليهم.


الصفحة التالية
Icon