وعن أنس قال : كنت جالسًا مع رسول الله ﷺ في الحلقة، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد، تشهد ودعا، فقال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي ﷺ :( والذي نفسي بيده، لقد دعا باسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي ). /وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال :( إن الله كتب في كتاب، فهو موضوع عنده فوق العرش : إن رحمتى تغلب غضبي )، وفي رواية :( سبقت رحمتي غضبي )، فوصف رحمته بأنها تغلب وتسبق غضبه، وهذا يدل على فضل رحمته على غضبه من جهة سبقها وغلبتها. وقد ثبت في صحيح مسلم، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول في سجوده :( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك ). وروى الترمذي أنه كان يقول ذلك في وتره، لكن هذا فيه نظر.
وقد ثبت في الصحيح والسنن والمساند من غير وجه الاستعاذة بكلماته التامات، كقوله :( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ). وفي صحيح مسلم عن خولة أنه قال ﷺ :( من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامة لم يضره شيء حتى يرتحل منه ). وفي الصحيح أنه قال لعثمان بن أبي العاص :( قل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ). ومعلوم أن المستعاذ به أفضل من المستعاذ منه، فقد استعاذ برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته.