وبعض الناس يظن أن قوله :﴿ هُوَ الْخَلاَّقُ ﴾ إشارة إلى أنه خالق أفعال العباد، فلا ينبغي التشديد في الإنكار عليهم، بل يصفح عنهم الصفح الجميل لأجل القدر ! وهذا من أعظم الجهل، فإنه سبحانه قد عاقب المخالفين له ولرسله، وغضب عليهم، وأمر بمعاقبتهم، وأعد لهم من العذاب ما ينافي قول هؤلاء المعطلين لأمره ونهيه ووعده ووعيده. وقوله :﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ تعلق بما قبله وهو قوله :﴿ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾، فإن لهم موعدًا يجزون فيه، كما قال ـ تعالى ـ في نظائر ذلك :﴿ فَإِنَّمَا عليكَ الْبَلاَغُ وَعلينَا الْحِسَابُ ﴾ [ الرعد : ٤٠ ]، ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عليهم بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَن تَوَلَّي وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ إِنَّ إلينَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ علينَا حِسَابَهُمْ ﴾ [ الغاشية ٢١ : ٢٦ ]، وقوله :﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ ﴾ [ الصافات : ١٧٤ ]، وقوله :﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [ الزخرف : ٨٩ ].


الصفحة التالية
Icon