وكذلك من أثبت له الأسماء دون الصفات فقال : إنه حي، عليم، قدير، سميع، بصير، عزيز، حكيم ـ ولكن هذه الأسماء لا تتضمن اتصافه بحياة، ولا علم، ولا قدرة، ولا سمع، ولا بصر، ولا عزة، ولا حكمة ـ فإذا قيل له : أي الاسمين أفضل ؟ لم يجب بجواب صحيح، فإنه إن قال : العليم أعظم من السميع؛ لعموم تعلقه مثلًا، أو قال : العزيز أكمل من القدير؛ لأنه مستلزم للقدرة من غير عكس، قيل : إذا لم يكن للأسماء عندك /معان موجودة تقوم به، لم يكن هناك لا علم، ولا سمع، ولا بصر، ولا عزة، ولا قدرة، ليس إلا ذات مجردة عن صفات ومخلوقات، والذات المجردة ليس فيها ما يمكن أن يقع فيه تفاضل ولا تماثل، والمخلوقات لم يكن السؤال عن تفضيل بعضها على بعض، فإن ذلك مما يعلمه كل واحد ولا يشتبه على عاقل.
وكذلك من جعل بعض صفاته بعضًا، أو جعل الصفة هي الموصوف، مثل من قال : العلم هو القدرة، والعلم والقدرة هما العالم القادر، كما يقول ذلك من يقوله من جهمية الفلاسفة ونحوهم.


الصفحة التالية
Icon