فصل


وأما السؤال عن معنى هذه المعادلة مع الاشتراك في كون الجميع كلام الله، فهذا السؤال يتضمن شيئن :
أحدهما : أن كلام الله هل بعضه أفضل من بعض أم لا ؟
والثاني : ما معنى كون ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تعدل ثلث القرآن ؟ وما سبب ذلك ؟
فنقول :
أما الأول، فهو مسألة كبيرة، والناس متنازعون فيها نزاعا منتشرًا، فطوائف يقولون : بعض كلام الله أفضل من بعض، كما نطقت به النصوص النبوية، حيث أخبر عن [ الفاتحة ] أنه لم ينزل في الكتب الثلاثة مثلها. وأخبر عن سورة [ الإخلاص ] أنها تعدل ثلث القرآن وعدلها لثلثه يمنع مساواتها لمقدارها في الحروف. وجعل [ آية الكرسي ] أعظم آية في القرآن كما ثبت ذلك في الصحيح أيضًا، وكما ثبت ذلك في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال لأبي ابن كعب :( يا أبا المنذر، أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم ؟ ) قال : قلت : الله ورسوله أعلم. قال :( يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله أعظم ؟ ). قال : فقلت :﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ قال : فضرب في صدري وقال :( لِيَهْنِك العلمُ أبا المنذر ). ورواه ابن أبي شيبة في مسنده بإسناد مسلم، وزاد فيه :( والذي نفسي بيده، إن لهذه الآية لسانًا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ). وروي أنها سيدة آي القرآن. وقال في المعوذتين :( لم ير مثلهن قط ).


الصفحة التالية
Icon