لا أعرف للآن إلى أي مكتبة تعود هذه النسخة إذ أن صاحبها أخبرني أنها صورت له من المملكة العربية السعودية فحسب، والحقيقة أن هذه لم تفدني سوى النسبة للإمام محمد بن عبد الوهاب فهي طبق النسخة (أ).
ويبدو أنها حديثة جدًا كتبت في أواخر القرن الثالث عشر، والله أعلم.
وأحب أن أنوه إلى أني أشرت للأصل المطبوع لابن القيم في بدائع الفوائد بكلمة (الأصل).
وأخيرًا فإني لم أترجم للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ولا للإمام ابن القيم رحمه الله فهمًا أجل من أن يخفيا على الناس.
منهجي في التحقيق يتمثل في:
(١) المقارنة بين النسخ المخطوطة والأصل المطبوع وإثبات الاختلافات.
(٢) عزو الآيات لمواطنها من كتاب الله عز وجل.
(٣) تخريج الأحاديث وبيان درجتها وضعفًا وكذا تخريج الآثار وعزوها.
(٤) الترجمة والتعليق على ما تمس إليه الحاجة.
هذا وعسى أن يوفقني مولاي لهذا العمل، وأن يوزعني أن أشكر نعمته عليّ وعلى والدي، وأن أعمل صالحًا يرضاه.. اللهم سدّد وأرشد عبدك الفقير اللهم آمين.. آمين..
الفقير إلى عفو ربه
أبو معاذ
إياد بن عبد اللطيف بن إبراهيم القسي
النص المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

قل أعوذ برب الفلق: معنى أعوذ التجئ وأعتصم وأنحرز.
والفلق: هو نور الفجر الذي يطرد الظلام، وتضمنت هذه السورة:
المستعاذ به
المستعاذ منه
المستعيذ
والمستعاذ به هو: الله رب الفلق ورب الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به ولا يستعاذ بأحد من خلقه، وقد قال الله في كتابه (٥) عمن استعاذ بخلقه استعاذته زادته رهقًا (٦) وهو الطغيان (٧)، واحتج أهل السنّة على المعتزلة في أن كلمات الله مخلوقة بأن النبي ؟ استعاذ بقول قل أعوذ برب الفلق (٨)، وأعوذ بكلمات الله التامات (٩)، وهو لا يستعذ بمخلوق أبدًا والمستعيذ هو رسول الله ؟ (١٠)، وكل من اتبعه إلى يوم القيامة.
وأما المستعاذ منه فهو أربعة أقسام:
الأول:


الصفحة التالية
Icon