ومن ذلك قوله: تقرير التوحيد بقوله: ﴿أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ﴾ الآية١
وقوله: استفهاماً التقرير الدال على عظمه القصة في قوله تعالى: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ ٢.
وقوله: استفهام الإنكار في هذا الأمر الباهر في قوله: ﴿أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ ٣.
وقد يكتفي أحياناً بقوله: "استفهام التقرير" أو "استفهام الإنكار" مثلا٤. ومن توظيف البلاغة أيضاً لترسيخ بعض المعاني العقدية قوله مستنبطا من قول الله تعالى إخباراً عن قول يوسف "عليه السلام": ﴿مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ ٥.
حيث يقول: قوله: ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ عام كل ما سوى الله٦.
ووجه ذلك أن "شيء" نكرة في سياق النفي فتعم، "ومن" لتأكيد النفي فنبه من خلال الاستفادة من هذا الأسلوب، إلي تقرير التوحيد والنهي عن إشراك آي شيء مع الله تعالى.
هذا ولا أريد أن استقصي جميع ما نص عليه الشيخ، أو استفاد منه من أوجه البلاغة، وإنما الغرض هو الإشارة إلى معرفة الشيخ بهذا الفن، بل واهتمامه به في حدود ما يبين المعنى ويوضحه، أو يلفت الأنظار إليه مع السير على منهجه في الاختصار.
٢ المرجع السابق ص "٣٩٥" والآية في طه رقم "٩".
٣ المرجع السابق ص "٣٣٠" والآية في النحل رقم "٧٣".
٤ انظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٩، ٣٣٥، ٣٣٦، ٣٣٧، ٣٣٠" وغيرها.
٥ سورة يوسف: آية. "٣٨".
٦ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "١٤٥" انظر قسم التحقيق ص "٣٢٩".