وحيث إن أهم الأغراض التي وردت في كتاب الله تعالى بيان وحدانية الله عز وجل وتفرده، بالربوبية والألوهية والكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته، ترسيخاً للعقيدة، وحماية لجنابها، وذباً عنها، فلا تكاد تخلو سورة من سور الكتاب العزيز من مبحث عقدي أو إشارة عقدية، فقد اهتم الشيخ بهذا الجانب، فكان يركز في تفسيره واستنباطاته عليه، ويسعى من خلال ذلك لإيضاح العقيدة، وترسيخها، والذب عن حياضها وحماية جنابها، والتحذير مما يناقضها أو يقدح فيها شارحاً للآيات، ومستدلاً بها، ومستنبطاً منها.
وفي الحقيقة أنه لا يمكن للمنصف فصل العقيدة عن التفسير، إذ أن أساس معرفة تفصيلات العقيدة هو كتاب الله، والتفسير إيضاح لمعاني كلام الله عز وجل.
ومن هنا نجد آن الشيخ ربط بين العقيدة والتفسير كما هو المنهج الصحيح، ويتضح تمام هذا الربط جليا في كتابه المشهور "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد"، ويجد ربي وأنا بصدد دراسة منهج الشيخ في الاهتمام بالعقيدة من خلال تفسيره آن أدلل على هذا الاتصال والربط بإلقاء نظرة سريعة على هذا الكتاب القيم، فإن عنوان هذا الكتاب دال على مضمونه، وهو أنه كتاب يبحث في إيضاح التوحيد وتحقيقه وتجريده.
ومع هذا ففي الكتاب ملامح تفسيرية واضحة أذكر منها ما يلي:
١- ترجمته بالآية القرآنية أو الآيات وجعلها عنوانا لما يندرج تحتها، ودليلا لما يراد إثباته في هذا الباب، ومثل هذا لا يكون إلا بعد فهم الآية المترجم بها، فإن تراجم الأبواب لها أهمية كبيرة، ولهذا اهتم العلماء بمثل هذه التراجم ومراد المترجم منها في هذا الموضع، وبهذه الصياغة سواء في هذا الكتاب أم في غيره من الكتب، وأفردوها بالمصنفات.
وقد ترجم الشيخ لاثني عشر بابا بآيات قرآنية، عدا ما أورده من آيات هي جزء من الترجمة ومن أمثلة ذلك:


الصفحة التالية
Icon