وعاد الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وتدبرهما وتطبيقهما في واقع الحياة١.
فبم يرق ذلك لعلماء السوء وأرباب المصالح بل أنكرته قلوبهم، وما أنكرت إلا التوحيد وتطبيق القرآن، ولسان حالهم يقول: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ ٢. فتألبوا على الإنكار عليه ومخاصمته ومحاربته، وإثارة الشبهات حول دعوته: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ ٣. فكتبوا إلى علماء الأحساء والبصرة والحرمين يشوهون الحقائق، ويؤلبون على الشيخ ويغرون به العامة والخاصة، وخصوصاً الحكام، حتى وشوا به إلى حاكم الأحساء سليمان بن محمد بن غرير الحميدي٤.
فكتب سليمان هذا إلى عثمان بن معمر يأمره بقتل الشيخ أو إجلائه عن بلده وشدد عليه، وهدده بقطع ما كان يبعث به إليه من خراج.
فلما ورد كتابه على عثمان عظم الأمر في عينه، وعز عليه مخالفة أمير الأحساء، فأمر الشيخ بالخروج من العيينة٥.
فخرج الشيخ منها محفوفاً برعاية الله سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائة وألف، وتوجه إلى الدرعية، حيث كان له أنصار وتلاميذ، فنزل أول ليلة على عبد الله بن سويلم ثم انتقل في اليوم التالي إلى دار تلميذه الشيخ: أحمد بن سويلم٦.

١ انظر تاريخ نجد "المحرر": "١: ٧٨، ٧٩" وعنوان المجد "١: ٩، ١٠" بتصرف.
٢ سورة "ص": آية "٥".
٣ سورة الصف: آية "٨".
٤ انظر ترجمته فيما يأتي من الدراسة ص "٢٠٥".
٥ انظر روضة الأفكار "١: ٣١، ٣٣" "٢: ٢، ٣" والمحرر باسم تاريخ نجد "١: ٨٠". وعنوان المجد "١: ١٠، ١١".
٦ انظر روضة الأفكار "٣: ٢".


الصفحة التالية
Icon