أكثر من يدعي الدين وهي مسألة تكفير من أشرك، وحبوط عمله، ولو كان من أعبد الناس، وأزهدهم١.
وقوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: ﴿مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ٢حيث يقول:
إبطال ما غرهم به الشيطان أن قصدهم وجه الله لا غير، وما أجلها من مسألة! ٣
ومن نصه على أهمية بعض المسائل قوله في قصة يوسف: وأعظم ما فيها تقرير الشهادتين بالأدلة الواضحة٤.
ومن كمال نصح الشيخ "رحمه الله" أن يهتم بإيضاح المسائل التي قد يشكل أمرها على بعض الناس من خلال التفسير، لئلا يتوهم متوهم وجود اختلاف أو تعارض أو إشكال في أمر من الأمور.
وقد وجد مناسبات كثيرة لهذه التنبيهات في قصة يوسف فمنها:-
ما استنبطه من قوله تعالى حكاية عن يوسف قال: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ ٥ حيث قال الشيخ- قوله: ﴿عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾ هذا فيه طلب الولاية كما قال عمر بن الخطاب لبعض الصحابة لما عرض عليه ولاية فأبى فقال: طلبها من هو خير منك، يعني يوسف "عليه السلام" ولا يخالف هذا ما ورد من النهي عن طلب الأمارة، لأن هذا في غير شدة الحاجة كما أن خالداً لما أخذ الراية يوم موته من غير إمرة مدح على ذلك٦.
- وقوله: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ فليس هذا مما نهي عنه من تزكية النفس

١ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٦٧".
٢ سورة الزمر: آية "٣".
٣ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٣١٨".
٤ المرجع السابق ص "١٣١".
٥ سورة يوسف: آية "٥٥".
٦ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٥٦" وانظر هذه الأخبار في موضعها من قسم التحقيق فيما يأتي ص "٣٥٣".


الصفحة التالية
Icon