فكانت توبتهم أن قالوا: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾ ١ فكان كما لهم، ورجوعهم عن العتب، وكمال علمهم أن أقروا على أنفسهم بالجهل إلا ما علمهم سبحانه فقالوا: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ ٢.
وعند قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ ٣ مما فيه تفسير لقوله تعالى: ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ ٤ يستنبط ما دلت عليه هاتان الآيتان، من صفاتهم فيقول: سجود الملائكة، وعدم استكبارهم مع شرفهم، وخوفهم منه مع ذلك، وأنهم مع ذلك الخوف كاملوا الانقياد فيما أمروا ٥.
ويستنبط من قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ ٦.
الآية: أن ملك الموت له أعوان يتوفون٧.
ويستنبط من قوله تعالى: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ ٨ أن روح القدس هو جبرائيل٩.
ووجه هذا الاستنباط أنه من المعلوم أن الذي ينزل بالقرآن على النبي ﷺ هو جبرائيل فلما ذكر سبحانه في هذه الآية أن الذي نزله هو روح القدس علم أن روح القدس هو جبرائيل.

١ سورة البقرة: آية "٣٢".
٢ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "٩٤".
٣ سورة النحل آية "٥٠، ٤٩".
٤ سورة التحريم: آية "٦".
٥ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/التفسير ص "٢١٣".
٦ سورة النحل: آية "٢٨".
٧ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٢٠٧".
٨ سورة النحل آية "١٠٢".
٩ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "٢٢٨".


الصفحة التالية
Icon