فقد ضمن الشيخ تفسيره هذا معنى مستفاداً من قوله "صلى الله عليه وسلم" في أبي جهل: "لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا" ١.
فلم يورد نص الحديث بل اكتفى بالاستفادة من معناه، وإن كان في كلامه ما يشعر بأن هذا المعنى مبني على حديث، إذ أن هذا الاستنباط الذي ذكره لا مجال للعقل فيه، بل لا بد فيه من نص من الشرع.
- قوله فمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى في سورة "المسد": ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ ٢ ما نصه:- إن الولد من الكسب، ففيه دليل على أن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وأن أولادكم من كسبكم٣.
فقد ضمن استنباطه هذا الحديث الشريف وهو قوله "صلى الله عليه وسلم" "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم" ٤.
والغرض هنا هو التمثيل والاستدلال لبيان المنهج لا استقصاء جميع ما ورد.
وحيث أن سنن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" مع كتاب الله وجهان٥، فقد استفاد الشيخ من كلا الوجهين، وأوردهما في تفسيراته وهذان الوجهان هما:
الوجه الأول: نص من السنة موافق لنص الآية. فيعتبر نص السنة في هذه الحال من قبيل بيان التأكيد ومن أمثلة ذلك من تفسير الشيخ ما يلي:-

١ أخرجه البخاري في صحيحه/ كتاب التفسير/ باب ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ انظر الفتح "٨/ ٥٩٥" ح "٤٩٥٨". ومسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين وأحكامهم/ باب قوله: ﴿كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ "٥/٢١٥٤" ح "٢٧٩٧".
٢ سورة المسد: آية "٢".
٣ مؤلفات الشيخ/ التفسير ص "٣٨٢".
٤ أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مواضع منها "٢: ١٧٩" وابن ماجة في سننه/ كتاب التجارات/ باب ما للرجل من مال ولده "٢: ٧٦٨" ح "٢٢٩٠" والترمذي في جامعه "كتاب الأحكام" باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده "٣: ٦٣٠" ح "١٣٥٨".
٥ انظر الرسالة للشافعي ص "٩١".


الصفحة التالية
Icon