أخرج ابن جرير عن عمر: حيث كان الماء كان المال، وحيث ما كان المال كانت الفتنة١.
وقوله: ﴿يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً﴾ "قال ابن عباس: شاقاً٢.
الطريقة الثانية: أن لا يصرح بذكر اسم الصحابي المروي عنه، ولكن يذكر أن هذا قول لبعض الصحابة، أو يذكر أنه قول بعض السلف أو نحو ذلك، والمعني هو ذلك الصحابي القائل. ومن أمثلة ذلك:
- قوله عند الكلام على قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ ٣ بعد كلام له:
فذكر الله لمن أعرض عن القرآن وأراد الفقه من غيره عقوبتين:
أحداهما: المعيشة الضنك- وفسرها السلف بنوعين:
الأول: ضنك الدنيا. وهو أنه إن كان غنياً سلط الله عليه خوف الفقر، وتعب القلب والبدن في جمع الدنيا، حتى يأتيه الموت ولم يتهن بعيش.
الثاني: الضنك في البرزخ وعذاب القبر.
وفسر الضنك أيضاً بالجهل، فإن الشك والحيرة لها من القلق وضيق الصدر ما لها٤، فصار في هذا مصداق قوله في الحديث "ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله" ٥.
٢ أخرجه الطبري في تفسيره "١١٥: ٢٩" إلا أنه قال: مشقة من العذاب يصعد فيها. فلعل الشيخ رواه بالمعنى.
٣ سور طه: آية "١٢٤".
٤ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "٢٦٧".
٥ جزء من حديث مرفوع رواه الدارمي في سننه/ كتاب فضائل القرآن/ باب فضل من قرأ القرآن "٤٣٥: ٢" والترمذي في جامعه/ كتاب فضائل القرآن/ باب ما جاء في فضل القرآن "١٧٢: ٥" ح "٢٩٠٦" ويصححه العلماء موقوفاً من كلام علي رضي الله عنه.
وانظر الكلام عليه في كتاب "فضائل القرآن" لابن كثير بذيل تفسيره "٤: ٥٨٢".