كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك١.
هذا وبعد إيضاح علو منزلة تفسير التابعين عند الشيخ رحمه الله، والإشارة إلى مذاهب العلماء في حجة تفسيرهم، أعود فأقول إن مجمل روايات التابعين التي يوردها الشيخ تدور على أعلامهم المشهورين منهم بالتفسير كمجاهدين جبر المخزومي، وقتادة بن دعامة السدوس، والحسن البصري.
وله رحمه الله طريقتان مشهورتان في إيراد أقوال التابعين والاستفادة من تفسيراتهم:
الطريقة الأولى: أن يصرح باسم التابعي المفسر أو المستشهد بكلامه كمجاهد وقتادة وغيرهما.
ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- ما أورده من نقول عن السلف في تفسير بعض الآيات المتعلقة بقصة آدم وإبليس ومنها قوله تعالى إخباراً عن مقالة إبليس: ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ ٢.
حيث قال في قوله: ﴿وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾ : الباطل أرغبهم فيه، قال الحسن: السيئات يحثهم عليها ويزينها في أعينهم٣.
فقد فسر الشيخ رحمه الله قوله: ﴿عَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾ بأن المراد منه ترغيبهم في الباطل. ثم أورد تفسير التابعي – الحسن البصري – مستشهداً به على ما ذهب إليه من تفسير الآية.
٢ سورة الأعراف الآية "١٧".
٣ مؤلفات الشيخ، القسم الرابع، التفسير ص "٨٨" –وقول الحسن لم أجده عنه، وقد روي نحوه عن ابن عباس، كما ورد نحوه عن غير الحسن من التابعين كقتادة وإبراهيم وغيرهم.
انظر تفسير الطبري "٨: ١٣٦، ١٣٧".