الثواب في الدنيا، وخاف على الحظ والعيال، مثل ما يقول الفسقة. فصح أن يقال: قصد الدنيا، والثاني والثالث واضح١.
فتبين من خلال هذا أن اختلاف السلف هنا من قبيل اختلاف التنوع فكل منهم يصف نوعاً تشمله الآية. ومثل هذا هو ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله بعد أن ذكر اختلافاً للسلف من هذا القبيل: فكل قول فيه ذكر نوع دخل في الآية، ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له. وتنبيهه به على نظيره، فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق.
والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا هو الخبر٢.
فتبين بهذا هذا المنهج القويم وهذه النظرة الواعية لأقوال السلف وتفسيراتهم بفهمها والجمع بينها ما أمكن، والاستفادة من المعاني التي فسروا بها.
وبالله التوفيق.
٢ س مقدمة في أصول التفسير ص "٤٤".