( وجملة ذلك أنه إذا سجد للتلاوة فعليه التكبير للسجود والرفع منه سواء كان في صلاة أو في غيرها وبه قال ابن سيرين والحسن وأبو قلابة والنخعي ومسلم بن يسار وأبو عبد الرحمن السلمي والشافعي وإسحق وأصحاب الرأي وقال مالك : إذا كان في الصلاة اختلف عنه إذا كان في غير صلاة ٤٧. أهـ.
مسألة : هل يرفع يديه مع تكبيرة السجود ؟
ذكر ابن قدامة في المغني ( ويرفع يديه مع تكبيرة السجود إن سجد في غير صلاة وهو قول الشافعي لأنها تكبيرة افتتاح وإن كان /السجود في الصلاة فنص أحمد أنه يرفع يديه لأنه يسن له الرفع لو كان منفرداً فكذلك مع غيره قال القاضي : وقياس المذهب لا يرفع لأن محل الرفع في ثلاثة مواضع ليس هذا منها ولأن في حديث ابن عمر : أن النبي ( كان لا يفعل في السجود يعني رفع يديه، وهو حديث متفق عليه واحتج أحمد بما روى وائل ابن حجر قال : قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله ( فكان يكبر إذا خفض ويرفع يديه في التكبيرة، قال أحمد : هذا يدخل في هذا كله وهو قول مسلم بن يسار ومحمد بن سيرين ٤٨. أهـ.
ما يقال في سجود التلاوة
قال أحمد : أما أنا فأقول سبحان ربي الأعلى. وقد روت عائشة رضي الله عنها أن النبي ( كان يقول في سجود القرآن بالليل :" سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته " قال الترمذي : هذا حديث حسن /صحيح ٤٩ أهـ. وزاد الحاكم " فتبارك الله أحسن الخالقين " ٥٠.
وقد ثبت ذكر آخر له ( عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي ( فقال يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول : اللهم اكتب لي بها عندك أجراً وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك زخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود. قال الحسن : قال ابن جريج : قال لي جدُّك : قال ابن عباس : فقرأ النبي ( سجدة ثم سجد فقال ابن عباس : فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل من قول الشجرة٥١.