سورة الأنفال إحدى السور المدنية التي عُنيت بجانب التشريع، و بخاصة فيما يعلق بأمر الجهاد في سبيل الله عز و جل، فقد عالجت هذه السورة بعض النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات و تضمنت كثيرا من التشريعات و الأحكام الحربية و الإرشادات الإلهية التي يجب على المؤمنين اتباعها في قتالهم الأعداء و تناولت أيضا جانب السلم و الحرب و أحكام الأسر و الغنائم (٤١)
فمن الأحكام التي نستخلصها من سورة الأنفال ما يلي :
١. الإعداد للجهاد :
لا يُمكن أن يُقاتَل العدو بغير إعداد ولا عدّة، ولذا قال الله سبحانه في سورة الأنفال :( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْل ِتُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ )
ومن قاتَل العدو بغير إعداد فإنه قد خالِف ما أُمِرَ به، ورام النصر من غير بابه. ولذا كانوا يُعوّدون الخيل على الكرّ والفرّ حتى في حال السِّلم حتى تألف ذلك عند القتال.
جاء في سيرة نور الدين زنكي :
أنه كان يُكثر اللعب بالكرة، فأُنكِرَ عليه فكتب نور الدين لمن أنكر عليه :
والله ما أقصد اللعب، وإنما نحن في ثغر، فربما وقع الصوت فتكون الخيل قد أدمنت على الانعطاف والكر والفرّ.