ضَحَّوْا بِأَشْمَطَ عُنْوَانُ السّجُّودِ بِهِ يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحًا وقُرْآنا (١)
أي: تسبيحًا وقراءة.
* * *
٢٩- و (السُّورَةُ) تهمز ولا تهمز: فمن همزها جعلها من أسْأَرْتُ، يعني أفضَلْت. لأنها قطعة من القرآن. (٢) ومن لم يهمزها جعلها من سُورَة البِنَاء، أي منزلة بعد منزلة. قال النابغة في النّعْمان:
أَلَمْ تَرَ أنَّ الله أَعْطَاكَ سُورَةً تَرَى كلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ (٣)
والسُّورَةُ في هذا البيت سُورَةُ المَجْد. وهي [مستعارة من] سورة البناء.
* * *
٣٠- و (الآيةُ) جماعة الحروف. قال الشَّيْبَاني (٤) : وهو من قولهم: خرج القوم بآيتهم، أي بجماعتهم.
(١) يروى لحسان بن ثابت كما في ديوانه ٤١٠ واللسان ١٧/ ١٦٨، ١٩/ ٢١١ والاقتضاب ٩٨ والبيان والتبيين ١/ ٢٢٠، ٣/ ٢٦٢ وهو غير منسوب في تفسير الطبري ١/ ٩٧ طبع المعارف ونسب إلى أوس بن مغراء، ونقل العيني في المقاصد النحوية بهامش الخزانة ٤/ ١٧ عن ابن السيرافي أنه لكثير بن عبد الله النهشلي، المعروف بابن الغريرة. ونقل البغدادي في الخزانة ٤/ ١١٨ عن ابن يعيش أنه لكثير هذا، وقيل لحسان. ومعنى ضحوا: أي ذبحوه كالأضحية. قال ابن بري: أي جعلوه بدل الأضحية، كأنهم قتلوه في أيام لحوم الأضاحي، وذلك يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين من الهجرة. والشمط بالتحريك بياض الشعر من الرأس يخالط سواده.
(٢) في الطبري ١٠٥ "وتأويلها في لغة من همزها، القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت…" وانظر الإتقان ١/ ٨٩.
(٣) ديوانه ١٧، واللسان ٦/ ٥٣، ومجاز القرآن ٤، وتفسير الطبري ١/ ١٠٥، وتفسير القرطبي ١/ ٦٥ والإتقان ١/ ٨٩.
(٤) هو أبو عمرو الشيباني الراوية المشهور المتوفّى سنة ثلاث عشرة ومائتين. وقوله هذا في الخزانة ٣/ ١٣٧ وبعده: "أي لم يدعوا وراءهم شيئا".


الصفحة التالية
Icon