﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ؟ (١) يقال: رجل عَمِهٌ وعَامِهٌ؛ أي: جائِرٌ [عن الطريق]. وأنشد أبو عُبَيْدَةَ:

وَمَهْمَهٍ أطْرَافُهُ في مَهْمِهِ أعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ (٢)
١٦- ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى﴾ أي: استبدلوا. وأصل هذا: أن من اشترى شيئا بشيء، فقد استبدل منه.
﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ والتجارةُ لا تَربح، وإنما يُربح فيها. وهذا على المجاز.
ومثله: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ﴾ (٣) ؛ وإنما يُعزم عليه. وقد ذكرت هذا وأشباهه في كتاب "المشكل" (٤).
١٧- و ﴿الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ أي: أوْقَدَها.
١٩- و (الصَّيِّبُ) المطر؛ "فَيْعِل" من "صَابَ يَصُوبُ": إذا نزل من السماء.
٢٠- ﴿يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾ يَذْهَب بها. وأصل الاختطاف: [الاستلاب] ؛ يقال: اختطف الذئب الشاة من الغنم. ومنه يقال لما يخرج به الدَّلْوُ: خُطَّافٌ؛ لأنه يَخْتَطِفُ ما عَلِقَ به. قال النَّابِغَةُ:
خَطَاطِيفُ حُجْنٌ فِي حِبَالٍ مَتِينَةٍ تَمُدُّ بها أيْدٍ إلَيْكَ نَوَازِعُ (٥)
(١) سورة الملك ٢٢.
(٢) أنشده في مجاز القرآن ٣٢ لرؤبة بن العجاج وهو في ديوانه ١٦٦، واللسان ١٣/٧٤، ١٧/٤١٥ وتفسير الطبري ١/٢١٠.
(٣) سورة محمد ٢١.
(٤) راجع تأويل مشكل القرآن ٩٩.
(٥) ديوانه ٧١ والكامل ٢/٧٤١ وتفسير الطبري ١/٣٥٧ واللسان ١٠/٤٢٤ وفي الشعر والشعراء ١/١٣ "قال أبو محمد: رأيت علماءنا يستجيدون معناه، ولست أرى ألفاظه جيادا ولا مبينة لمعناه، لأنه أراد: أنت في قدرتك علي كخطاطيف عقف يمد بها، وأنا كدلو تمد بتلك الخطاطيف. وعلى أني لست أرى المعنى جيدا".


الصفحة التالية
Icon