﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ﴾ أي عرض أعيان الخلق عليهم ﴿فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ﴾
٣٥- ﴿وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا﴾ أي رزقًا واسعًا كثيرًا (١). يقال: أرْغَدَ فلان إذا صار في خصب وسعة.
٣٦- ﴿فَأَزَلَّهُمَا﴾ من الزلل بمعنى اسْتَزَلَّهُمَا تقول: زلّ فلان وأزْلَلْتُه. ومن قرأ: "فأَزَالَهُمَا" أراد نَحّاهما (٢)، من قولك: أزلتك عن موضع كذا أو أزلتك عن رأيك إلى غيره.
﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا﴾ قال ابن عباس - في رواية أبي صالح عنه -: كما يقال: هبط فلان أرض كذا (٣).
﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ يعني الإنسان وإبليس ويقال: والحَيَّة (٤).
﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ موضع استقرار.
﴿وَمَتَاعٌ﴾ أي مُتْعة.
﴿إِلَى حِينٍ﴾ يريد إلى أجل.
٣٧- ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ أي قبلها وأخذها، كأن الله أوحى إليه أن يستغفره ويستقبله بكلام من عنده (٥) ففعل ذلك آدم ﴿فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ (٦)

(١) هذا تفسير ابن عباس. كما روى السيوطي في الدر المنثور ١/٥٢.
(٢) في تفسير القرطبي ١/٣١١ "وقرأ حمزة (فأزالهما) بألف، من التنحية".
(٣) في تفسير الطبري ١/٥٣٤ "يقال: هبط أرض كذا ووادي كذا: إذا حل ذلك" وفي البحر المحيط ١/١٥٩ "الهبوط: النزول، مصدر هبط، ومضارعه يهبِط ويهبُط - بكسر الباء وضمها - والهبوط بالفتح: موضع النزول. وقال المفضل: الهبوط: الخروج من البلدة، وهو أيضا الدخول فيها من الأضداد". وانظر مفردات الراغب ٥٥٧.
(٤) راجع الآثار في ذلك عن أبي صالح ومجاهد في الدر المنثور ١/٥٥.
(٥) راجع اختلاف أهل التأويل في أعيان الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، في تفسير الطبري ١/٥٤٢ - ٥٤٦.
(٦) قال أبو جعفر الطبري ١/٥٤١ "فمعنى ذلك إذًا: فلقَّى الله آدم كلمات توبة، فتلقاها آدم من ربه وأخذها عنه تائبا، فتاب الله عليه بقيله إياها، وقبوله إياها من ربه".


الصفحة التالية
Icon