يَا رُبَّ ذِي ضِغْنٍ وَضَبٍّ فَارِضِ لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الحَائِضِ (١)
أي ضِغْن قديم.
﴿وَلا بِكْرٌ﴾ أي ولا صغيرة لم تلد، ولكنها ﴿عَوَانٌ﴾ بين تَيْنِك. ومنه يقال في المثل: "العَوَانُ: لا تُعَلَّمُ الخِمْرَة" (٢). يراد أنها ليست بمنزلة الصغيرة التي لا تحسن أن تَخْتَمِر.
٦٩- ﴿صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ أي ناصع صاف.
وقد ذهب قوم إلى أن الصفراء: السوداء (٣). وهذا غلط في نُعُوت البقر. وإنما يكون ذلك في نُعُوت الإبل. يقال: بعير أصفر، أي أسود. وذلك أن السود من الإبل يَشُوبُ سوادَها صفرة. قال الشاعر:
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي هُنَّ صُفْرٌ أَوْلادُها كَالزَّبِيبِ (٤)
أي سود.
(١) أنشده ابن قتيبة في المعاني الكبير ٢/٨٥٠، ١١٤٣:
"يارب مولى حاسد مباغض علي ذي ضغن وضب فارض
له قروء... " وقال في شرحه: " فارض: ضخم، قال الله تبارك وتعالى: (لا فارض ولا بكر)، قروء: أي أوقات تهيج فيها عداوته. يقال: رجع فلان لقرئه: أي لوقته" وكذلك أنشده الجاحظ في الحيوان ٦/٦٦ نقلا عن ابن الأعرابي، ونقل عنه أيضا في اللسان ٩/٦٩ وهو كذلك في مجالس ثعلب ١/٣٦٤ وروي كروايته هنا في تفسير الطبري ٢/١٩٠ وتفسير القرطبي ١/٤٤٨ والبحر المحيط ١/٢٤٨ وفيهم "ضغن على فارض" والضب: الضغن والعداوة، كما في اللسان ٢/٢٨.
(٢) يضرب للعالم بالأمر المجرب له، وهو في جمهرة الأمثال ١٣٩.
(٣) في الدر المنثور ١/٧٨ عن الحسن البصري:"قال: سوداء شديدة السواد" وفي مجاز القرآن ٤٤ "إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله: (جمالات صفر) أي سود".
(٤) البيت للأعشى، كما في ديوانه ٢١٩ واللسان ٦/١٣٠ والأضداد لابن الأنباري ١٣٨ وتأويل مشكل القرآن ٢٤٦ وتفسير القرطبي ١/٤٥٠ والخزانة ٢/٤٦٤ وتفسير الطبري ٢/٢٠٠ وتفسير الكشاف ١/٧٤ وقوله: "منه" أي من الممدوح وهو أبو الأشعث قيس بن قيس الكندي. والركاب: الإبل، لا واحد له من لفظه، وإنما يعبر عن واحده بالراحلة.


الصفحة التالية
Icon