تَدَارُؤٌ في كذا. أي اختلاف. ومنه قول القائل (١) في رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان شريكي فكان خير شريك: لا يُمَارِي ولا يُدَارِي" (٢) أي لا يخالف.
* * *
٧٣- ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا﴾ أي اضربوا القتيل ببعض البقرة. قال بعض المفسرين: فضربوه بالذنب. وقال بعضهم: بالفخذ فحَيِي.
٧٤- ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ أي: اشتدت وصلُبت.
٧٨- ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ﴾ أي لا يعلمون الكتاب إلا أن يُحدِّثهم كبراؤُهم بشيء، فيقبلونه ويظنون أنه الحق وهو كذب. ومنه قول عثمان - رضي الله عنه -: "ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْت" (٣) أي: ما اخْتَلَقْتُ الباطل.
وتكون الأمانِيُّ (٤) التلاوة. قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ [فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ (٥) يريد إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته].
(٢) راجع الكلام على هذا الحديث في هامش تفسير الطبري ٢/٢٢٣ - ٢٢٤.
(٣) في كتاب الأشربة لابن قتيبة ٢٤ "ولا تفتيت" وشرحها الأستاذ محمد كرد علي بقوله: "أي ولا تشبهت بالفتيان"! وهو خطأ محض وقد شرحه ابن الأثير في النهاية ٤/١٩ فقال "أي ما كذبت. التمني: التكذب، تفعل من منى يمني: إذا قدّر؛ لأن الكاذب يقدر الحديث في نفسه ثم يقوله" قال رجل لابن دأب وهو يحدث: أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته؟ أي اختلقته ولا أصل له" وانظر الفائق ١/١٦٣ واللسان ٢٠/١٦٤.
(٤) في اللسان ٢٠/١٦٤ "قال أبو منصور الأزهري: والتلاوة سميت أمنية لأن تالي القرآن إذا مر بآية رحمة تمناها، وإذا مر بآية عذاب تمنى أن يوقاه".
(٥) سورة الحج ٥٢.