٩٧- ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ من اليهود (١). وكانوا قالوا: لا نتبع محمدا وجبريلُ يأتيه؛ لأنه يأتي بالعذاب.
﴿فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ﴾ يعني: فإن جبريل نزلَ القرآن ﴿عَلَى قَلْبِكَ﴾
* * *
١٠٠- ﴿نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ (٢) تركه ولم يعمل به.
* * *
١٠٢- ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ أي: ما تَرْوِيه الشياطين على مُلْك سليمان. والتلاوة والرواية شيء واحد. وكانت الشياطين دفنت سحرًا تحت كرسيِّه، وقالت للناس بعد وفاته: إنما هلك بالسحر. يقول: فاليهود تتبع السحر وتعمل به.
﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ﴾ أي: اختبارٌ وابتلاء.
(والخلاقُ) : الحظُّ من الخير، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لَيُؤَيِّدَنَّ اللهُ هذا الدينَ بقوم لا خَلاق لهم " (٣) أي: لا حَظَّ (٤) لهم في الخير.
(٢) الفريق: الجماعة، لا واحد له من لفظه، كالجيش والرهط.
(٣) الحديث في تفسير الطبري ٢/٤٥٤ وتخريجه في هامشه.
(٤) في الدر المنثور ١/١٠٣ عن ابن عباس: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: (ما له في الآخرة من خلاق) ؟ قال: من نصيب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
يدعون بالويل فيها لا خلاق لهم... إلا سرابيلُ من قِطر وأغلالُ
وقد عقب الطبري على البيت بقوله: " يعني بذلك: لا نصيب لهم ولا حظ، إلا السرابيل والأغلال".