كل ما يكون في الدنيا: من مرض ووَصَبٍ، وموت وهَرَم؛ وأشباهِ ذلك. فهي دارُ السلام. ومِثلُه: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (١).
ومنه يقال: السلامُ عليكم. يراد: اسمُ السلام عليكم. كما يقال: اسمُ الله عليكم.
وقد بيَّن ذلك لَبِيدٌ، فقال:
إلَى الحَوْلِ، ثُمَّ اسْمُ السَّلامِ عَلَيْكُمَا | وَمَنْ يَبْكِ حَوْلا كَامِلا فَقَدِ اعْتَذَرْ (٢) |
وقال: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ (٤) ؛ يريد: فسلامةٌ لك منهم؛ أي: يُخبِرُك عنهم بسلامة. وهو معنى قول المفسرين.
ويُسمَّى الصوابُ من القول "سلاما": لأنه سَلِم من العيب والإثم. قال: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا﴾ (٥) ؛ أي: سَدادًا من القول.
* * *
٣- ومن صفاته: "القَيُّومُ" و "القَيَّامُ". وقُرِئ بهما جميعا.
وهما "فَيْعُولٌ" و "فَيْعَالٌ" (٦). من "قمتُ بالشيء": إذا وَلِيتُه. كأنه القَيِّم بكل شيء. ومثله في التقدير قولهم: ما فيها دَيُّورٌ وَدَيَّارٌ (٧).
(١) سورة الأنعام ١٢٧.
(٢) خزانة الأدب ٢/٢١٧، ومجمع البيان ١/٢٠، ومجاز القرآن ١٦، وتفسير القرطبي ١/٩٨.
(٣) نقله أبو جعفر الطبري في تفسيره بنصه ١٥/٤٠ - ٤١.
(٤) سورة الواقعة ٩٠ - ٩١.
(٥) سورة الفرقان ٦٣، وانظر مفردات الراغب ٢٢٩.
(٦) مفردات الراغب ٤٢٩.
(٧) في اللسان ٥/٣٨٥ "ما بالدار دوْريّ ولا ديار ولا ديور، على إبدال الواو من الياء، أي ما بها أحد".
(٢) خزانة الأدب ٢/٢١٧، ومجمع البيان ١/٢٠، ومجاز القرآن ١٦، وتفسير القرطبي ١/٩٨.
(٣) نقله أبو جعفر الطبري في تفسيره بنصه ١٥/٤٠ - ٤١.
(٤) سورة الواقعة ٩٠ - ٩١.
(٥) سورة الفرقان ٦٣، وانظر مفردات الراغب ٢٢٩.
(٦) مفردات الراغب ٤٢٩.
(٧) في اللسان ٥/٣٨٥ "ما بالدار دوْريّ ولا ديار ولا ديور، على إبدال الواو من الياء، أي ما بها أحد".