٢ - أن توحيد الفهم من خلال ذلك التفسير لن يضمن مستوى التعبير باللغة الأخرى، أو جودته، ولا بد من التأكد من كون المترجم من ذوي القدرات في الاستيعاب في هذا المجال، لأن المقصود هو التبليغ لمعاني الكتاب الكريم بدرجة عالية من الصحة والدقة والجودة التي تؤثر في قارئ هذه الترجمات، وجذبه لمزيد النظر والتفكير في هذا الدين العظيم.
وسنتحدث بشيء من التفصيل عن ذلك في المبحث الرابع (مواصفات الترجمة المؤثرة في مجال الدعوة بالنظر إلى القائم بها) (٣٨) بإذن الله.
٣ - التفسير الأساس للترجمات غالبا ينحو منحى الاختصار، بل ربما كان ذلك من شروطه التي تضعها الجهات المعنية بذلك كما هو ملاحظ في شروط الأزهر في "المنتخب" والمجمع في "التفسير الميسر".
ولا شك أن طلب الاختصار سببه كبر حجم النص الأصلي الذي سيتبعه ترجمة لا تقل عنه إن لم تزد عليه مرتين أو ثلاثا، وهي أمور تجعل من المتوقع ضعف تناوله والاستفادة منه، وبخاصة من قبل غير المسلمين، ولعل الحل يكمن في وجود إصدارات أخرى للترجمة بحيث تصدر في سور أو موضوعات على حدة.
٤ - ينبغي أن لا يعد التفسير الأساس للترجمات - مثل التفسير الميسر أو المنتخب - على أنه التفسير الذي ينبغي أن يكون مرجعاً للمسلمين، ولا سيما بلغته الأصلية اللغة العربية، بل إن فائدته لغير المسلمين في المقام الأول.