وبنظرة تقويمية عجلى إلى جهود المسلمين في هذا الميدان أقول: إن جهوداً كثيرة تلت وقامت عدة مؤسسات تجارية وعامة بإنتاج برامج لا بأس بها، إلا أن الذي يستوقف الكثيرين هو أن هذه المنتجات لم تصل بعد مرحلة الشيوع والذيوع بما يجعلها سهلة مفيدة في الاستخدام الدعوي بل إن أسعارها في بعض الأحيان، أو ضعف مستواها يتسبب في الانصراف عنها.
وعليه فإن من المؤمل أن يتبنى المجمع إنتاج برامج حاسوبية متقدمة تخدم القرآن الكريم ليس فقط في القراءات والتلاوات؛ ولكن في التفاسير والترجمات والأبحاث القرآنية، ولا شك أن إنتاج كميات كبيرة من الأقراص المرنة التي تقبل القراءة والبحث والنسخ فقط، وتحوي برامج متعددة مثل: نصوص القرآن الكريم، أو تفاسيره أو ترجماته أو موضوعات مختارة منه؛ وتعرض بصورة شائقة باستخدام الوسائط المتعددة؛ لاشك أن ذلك سيخدم الدعوة بهذا الكتاب ويلفت الأنظار إلى ما فيه من الخير والهدى، وأشير هنا إلى الإمكانات الهائلة المتصلة بالنشر من هذا الطريق كما وكيفا بما لا يتوافر في النشر الكتابي المعتاد، ولعل جزءا من هذه الندوة المباركة يخدم هذا الموضوع، فلنترك القوس لباريها ولنخل بين المطي وحاديها.
الجانب الثاني: النشر باستخدام شبكة المعلومات الدولية(الإنترنت)
من أشكال الاتصال الحديثة شكل جديد بالقياس إلى غيره، لم يظهر للاستخدام العام إلا منذ سنوات قليلة، لكنه جاء متميزاً بمزايا عدة من أهمها تخطي الحدود الجغرافية وقوة الانتشار وسرعة الاتصال بين مستخدميه أينما كانوا؛ تلكم هي الشبكة المسماة: شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، ومع ما هو معروف عن واقع هذه الشبكة وإمكاناتها الكبيرة إلا أن المتخصصين فيها يرون أن مستقبلها سيكون أكثر إثارة من حيث الكفاءة وسرعة الاتصال والانتشار.