٨- عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال " إقرأوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لصاحبه".
رواه مسلم
قال الله تعالى :﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾ (٣٣). فالقرآن شافع مشفع بإذن الله تعالى والشفاعة هي الطلب من الله تعالى من قبل الشفيع أن يعفو عن سيئات المشفوع له وأن يرفع من مقامه يوم القيامة وأن يدخله الجنة ويصرف عنه عذاب النار. وما أحرى بالقرآن أن يشفع لقارئه يوم القيامة جزاء قراءته له في هذه الدنيا بل أن قارئ القرآن نفسه قد يرفع الله من درجاته ويؤهله لكي يشفع لغيره كما سيأتي ذلك في حديث لاحق.
أ) الشفيع يستأذن ربه بالشفاعة ولا يشفع أحد إلا بإذن مولاه بعد طلب ذلك أو ابتداء من عند الله بإذنه له.
ب) لا تتم الشفاعة إلا بسبب يؤهل المشفوع له أن ينال الشفاعة.
ج) الشفاعة زيادة في إثبات رحمة الله تعالى وليست وسيلة في استثناء بعض الناس من أن تنالهم عدالة الله تعالى.
د) الشفيع ليس معبودا من دون الله أو شريكا له ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وقد يكون مخلوقا أو قد يكون كتاب الله أو عمل المرء نفسه كالصيام. والمخلوق المشفع لا يمنع أن تكون له مكانة خاصة عند الله قد وهبها له مولاه تؤهله للشفاعة.
الباب الثاني
تعلم القرآن
٩- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
رواه البخاري وأبو داؤد والترمذي
هذا الحديث يعضد أحاديث أخرى مثل قوله ﷺ :" العلماء أمناء الله على خلقه " (١). فالعالم الذي يتعلم القرآن ثم يعلمه غيره قد أصبح خليفة لرسول الله ﷺ في إبلاغ وتعليم كتاب الله بل خليفة الله في إبلاغ أوامر الله تعالى لعباده. وهو بذلك يرشدهم إلى خير الدنيا والإخرة فكان خليقا به أن يكون من خير عباد الله تعالى فإن أحب خلق الله إليه أنفعهم لعباده.