وفي هذا الحديث زيادة على شفاعة الرجل لوالديه إلى أهل بيته ممن وجبت له النار. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وجزاء قراءته للقرآن واستظهاره له وعمله به في الحياة الدنيا والله عنده حسن الثواب. وكما يشفع الصالحون للوالدين والأقربين كذلك يشقعون بإذن الله لمن علمهم أو علموه ولمن له فضل عليهم ولمن أحبهم وأحبوه في الله تعالى.
٣١- عن أبي شريح الخزاعي (١٦) قال، قال رسول الله ﷺ :
" إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا ".
أخرجه ابن أبي شيبة
قال الله تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ (١٧) فما أنزل الله القرآن إلا هداية للبشر وهو كلام الله القديم المنزل الذي قاله ولم يزل يقوله فطرفه بيده. أما طرفه الآخر فهو المصحف الذي بين أيدينا فعلينا التمسك به فهو الحبل المتين الذي بيننا وبين ربنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقد صانه الله من التحريف والتبديل. قال الله تعالى :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (١٨) فإذا ما اشتد الأمر واختلف الناس واختلطت المسالك ولم يعرفوا ماذا يفعلون كانت الفرقة الناجية تلك التي تتمسك بكتاب الله تعالى ومن بعده سنة رسول الله ﷺ كما سيأتي في الحديث ٣٥.
٣٢- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :
" إن القرآن نزل على خمسة أوجه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال ".
رواه البيهقي