" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى من الفُوَقِ ".
رواه الأربعة
المروق من الدين : أخذ ما يوافق هواه وترك ما سواه.
والمعنى اللغوي للمروق هو سرعة الخروج أي يخرجون من الدين بسرعة كسرعة السهم من الرمية.
وروى مسلم وأبو داؤد والنسائي هذا الحديث بلفظ " يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميةلا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأين لقيتموهم فاقتلوهم فأن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ".
وينطبق هذا الحديث على من أوتي علما وسعة اطلاع في علوم الشريعة لكنه لا إيمان له كالمستشرقين وتلامذتهم يتكلمون كلاما معسولا عليه صبغة الدقة والعلمية والرغبة في الوصول إلى الحقيقة لكنه يخفي في جنباته الحقد على الإسلام ومحاولة الطعن فيه وهدمه بأساليب خبيثة.
وينطبق أيضا على المبتدعين من أهل الأهواء الذين اقتنعوا بأفكار فاسدة وهم يريدون أن يثبتوها بالأخذ من الدين ما يوافق آراءهم وترك سائره ويسلكون في سبيل ذلك أسلوب جمع المعلومات المؤيدة لأهوائهم وبدعهم وبذا يظهرون أمام البسطاء والسذج كعلماء مدققين مقتعين في كلامهم ومصيبين في استنتاجاتهم.