قال الله تعالى :﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ (١) وقال في آية أخرى ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً ﴾ (٢). لذلك يجب الاعتناء بكيفية التلاوة وأسلوبها تعظيما لكتاب الله تعالى :﴿ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾(٣).
٤٠- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك".
رواه البزار بسند جيد
الاستياك مطهر للفم مرضاة للرب. فمن أكرم القرآن بتطييب فمه فقد عظم شعائر الله تعال. لذلك فإن الوضوء لتلاوة القرآن مستحب من باب أولى.
هذا وقد ورد أن رسول الله ﷺ كان يتلو القرآن على كل حال إلا أن يكون محدثا وذلك دليل على جواز التلاوة على غير وضوء ولكن التلاوة مع الوضوء أفضل.
ولمس المصحف عن طهارة تعظيم لشعائر الله أيضا وتطبيق حرفي لقوله تعالى :﴿ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ﴾ (٤) وهو المشهور عن جمهور العلماء أنه لا يجوز مس المصحف بغير وضوء.
سئل سعيد بن المسيب (٥) رضي الله عنه عن حديث من أحاديث رسول الله ﷺ وكان متكئا فاستوى جالسا وقال أكره أن أحدث عن رسول الله ﷺ وأنا متكئ. وكلام الله تعالى أولى بالتعظيم من حديث رسوله ويستحب استقبال القبلة وإطراق الرأس وعدم التربع أو الاتكاء أو الجلوس على هيئة من هيئات التكبر. وكان الإمام مالك بن أنس (٦) رضي الله عنه يتطيب ويلبس فاخر ثيابه عند تحديثه بحديث رسول الله ﷺ فكيف بتلاوة كلام الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon