يقول الإمام الغزالي (٤٠) رضي الله عنه في أحياء علوم الدين : درجات القراءة ثلاث أدناها أن يُقَدِّر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه فيكون حاله عند هذا التقدير السؤال والتملق والتضرع والابتهال، الثانية أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بانعامه وإحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم، الثالثة أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الأنعام به من حيث أنه منعم عليه بل يكون مقصورا على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن ذلك درجة الغافلين.
وعن الدرجة العليا أخبر الإمام جعفر بن محمد الصادق (٤١) رضي الله عنه قال والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون وقال أيضا وقد سألوه عن حالٍ لحقته في الصلاة حتى خر مغشيا عليه فلما سُرِّي عنه قيل له في ذلك فقال. ما زلت أردد الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته.
سورة النحل الآية ٩٨.
سورة المزمل الآية ٤.
سورة الحج الآية ٣٢.
سورة الواقعة الآية ٧٩.
سعيد بن المسيب بن حزن القريشي المخزومي أحد كبار التابعين ومن الفقهاء الكبار كان أوسع التابعين علما توفي بعد عام ٩٠ هـ وقد ناهز الثمانين.
مالك بن أنس بن مالك الأصبحي إمام دار الهجرة وهو من تابع التابعين وأحد الإئمة الأربعة المجتهدين قال البخاري عنه أصح الأسانءد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر مات سنة ١٧٩ وقد بلغ ٩٠.
سورة آل عمران الآية ١٩١.
سورة النازعات الآيتان ٤٠ و ٤١.
متفق عليه.


الصفحة التالية
Icon