ومثال الثانية :﴿ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْءَانُ لاَ يَسْجُدُونَ﴾.
٧١- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر سورة ص فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه فلما كان يوم آخر قرأها فبلغ السجدة تَشَزَّنَ (١٨) الناس للسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود " فنزل وسجد وسجدوا.
رواه أبو داؤد
ربما دل الحديث على أن السجود في سورة ص غير مؤكد أو أن الرسول ﷺ أراد أن يشير إلى أن السجود كله في القرآن هو سنة ولا بأس بتركه أحيانا لكن السجود بصورة عامة هو أفضل وذو ثواب عظيم.
الباب الثامن
فضائل سور محددة
يقول الإمام الشعراني (١) في كتابه لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية : وقد أخذ علينا العهد العام من رسول الله ﷺ أن نواظب على قراءة ما ورد من الآيات والسور كل يوم وليلة كالفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وخواتيم سورة آل عمران وقراءة سورة يس والواقعة والدخان وتبارك ونحو ذلك. والأحاديث في ذلك مشهورة ومن واظب على ذلك كان في حرز وأمان من الآفات الظاهرة والباطنة وأكثر من يخل بهذا العهد طلبة العلم الذين حدثوا في هذا الزمان فلا تكاد تجد لأحدهم وردا من القرآن ولا من الأذكار وإن كلمهم أحد في ذلك جادلوه وقالوا نحن مشغولون بالعلم وربما جلس أحدهم يلغو ويمزح ويستغيب الناس أضعاف زمن تلك الأوراد ولا يقول لنفسه قط إن الاشتغال بالعلم أفضل أبدا بل ربما نسي بعضهم القرآن في حجة اشتغاله بالعلم وهو ذنب عظيم كل ذلك لعدم من يربيهم وقد كان السلف الصالح إذا رأوا طالب العلم لا يعتني بالعمل لا يعلمونه العلم.


الصفحة التالية
Icon