( أَخْبَرَنَا ) أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ نا الشَّافِعِيُّ، قَالَ : وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالتَّفْسِيرِ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ أَنْ تَعْدِلُوا بِمَا فِي الْقُلُوبِ ؛ لِأَنَّكُمْ لَا تَمْلِكُونَ مَا فِي الْقُلُوبِ : حَتَّى يَكُونَ مُسْتَوِيًا. وَهَذَا إنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَمَا قَالُوا وَقَدْ تَجَاوَزَ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسَهَا مَا لَمْ تَقُلْ أَوْ تَعْمَلْ وَجَعَلَ الْمَأْثَمَ إنَّمَا هُوَ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ. وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالتَّفْسِيرِ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :﴿، فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ إنْ تُجُوِّزَ لَكُمْ عَمَّا فِي الْقُلُوبُ فَتَتَّبِعُوا أَهْوَاءَهَا، فَتَخْرُجُوا إلَى الْأَثَرَةِ بِالْفِعْلِ :﴿ فَتَذْرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾. وَهَذَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى عِنْدِي كَمَا قَالُوا. وَعَنْهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ، فَقَالَ :﴿ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ لَا تُتْبِعُوا أَهْوَاءَكُمْ أَفْعَالَكُمْ فَيَصِيرَ الْمَيْلُ بِالْفِعْلِ الَّذِي لَيْسَ لَكُمْ :﴿ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾. وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالُوا عِنْدِي بِمَا قَالُوا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ ( تَعَالَى ) تَجَاوَزَ عَمَّا فِي الْقُلُوبِ وَكَتَبَ عَلَى النَّاسِ الْأَفْعَالَ وَالْأَقَاوِيلَ وَإِذَا مَالَ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَذَلِكَ كُلُّ الْمَيْلِ.
قوله تعالى :" الرجال قوامون على النساء "


الصفحة التالية
Icon