قِبْلَةِ غَيْرِكُمْ. وَقِيلَ : فِي تَحْوِيلِكُمْ عَنْ قِبْلَتِكُمْ الَّتِي كُنْتُمْ عَلَيْهَا إلَى غَيْرِهَا. وَهَذَا أَشْبَهُ مَا قِيلَ فِيهَا ( وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ) لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ إلَى قَوْله تَعَالَى :﴿ مُسْتَقِيمٍ ﴾. فَأَعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَنْ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِمْ فِي التَّحْوِيلِ يَعْنِي : لَا يَتَكَلَّمُ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ، يُرِيدُ الْحُجَّةَ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ. لَا أَنَّ لَهُمْ حُجَّةً ؛ لِأَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا عَنْ قِبْلَتِهِمْ إلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي أُمِرُوا بِهَا وَفِي قَوْله تَعَالَى :﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ﴾ ؛ لِقَوْلِهِ إلَّا لِنَعْلَمَ أَنْ قَدْ عَلِمَهُمْ مَنْ يَتَّبِعْ الرَّسُولَ وَعِلْمُ اللَّهِ كَانَ قَبْلَ اتِّبَاعِهِمْ وَبَعْدَهُ سَوَاءً. وَقَدْ قَالَ الْمُسْلِمُونَ فَكَيْفَ بِمَا مَضَى مِنْ صَلَاتِنَا وَمَنْ مَضَى مِنَّا ؟، فَأَعْلَمَهُمْ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) أَنَّ صَلَاتَهُمْ إيمَانٌ، فَقَالَ :﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إيمَانَكُمْ ﴾ الْآيَةُ. وَيُقَالُ إنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ : الْبِرُّ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَغْرِبِ وَقَالَتْ النَّصَارَى : الْبِرُّ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَشْرِقِ بِكُلِّ حَالٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) فِيهِمْ :﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ يَعْنِي ( وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ) : وَأَنْتُمْ مُشْرِكُونَ ؛ لِأَنَّ الْبِرَّ لَا يُكْتَبُ لِمُشْرِكٍ. فَلَمَّا حَوَّلَ اللَّهُ رَسُولَهُ (