وَقَالَ فِي ( الْإِمْلَاءِ ) بِهَذَا الْإِسْنَادِ : الْمَنِيُّ لَيْسَ بِنَجَسٍ لِأَنَّ اللَّهَ ( جَلَّ ثَنَاؤُهُ ) أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَبْتَدِئَ خَلْقَ مَنْ كَرَّمَهُمْ وَجَعَلَ مِنْهُمْ : النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَأَهْلَ جَنَّتِهِ. مِنْ نَجَسٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ :﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ ﴾ ﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾. وَلَوْ لَمْ [ يَكُنْ ] فِي هَذَا خَبَرٌ عَنْ النَّبِيِّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : لَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الْعُقُولُ تَعْلَمُ : أَنَّ اللَّهَ لَا يَبْتَدِئُ خَلْقَ مَنْ كَرَّمَهُ وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ مِنْ نَجَسٍ. [ فَكَيْفَ ] مَعَ مَا فِيهِ مِنْ الْخَبَرِ عَنْ النَّبِيِّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ : قَدْ أَصَابَهُ الْمَنِيُّ، فَلَا يَغْسِلُهُ إنَّمَا يَمْسَحُ رَطْبًا، أَوْ يَحُتُّ يَابِسًا عَلَى مَعْنَى التَّنْظِيفِ. مَعَ أَنَّ هَذَا : قَوْلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
قوله تعالى :" لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون


الصفحة التالية
Icon