وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ حَرْمَلَةَ فِيمَا رُوِيَ عَنْ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ : جِمَاعُ الْعُكُوفِ مَا لَزِمَهُ الْمَرْءُ، فَحَبَسَ عَلَيْهِ نَفْسَهُ مِنْ شَيْءٍ، بِرًّا كَانَ أَوْ مَأْثَمًا، فَهُوَ عَاكِفٌ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ ﴾، وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى [ حِكَايَةً ] عَمَّنْ رَضِيَ قَوْلَهُ :﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ قِيلَ : فَهَلْ لِلِاعْتِكَافِ الْمُتَبَرَّرِ أَصْلٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾، وَالْعُكُوفُ فِي الْمَسَاجِدِ :[ صَبْرُ الْأَنْفُسِ فِيهَا وَحَبْسُهَا عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ ].
ما يؤثر عنه في الحج
قوله تعالى :" الحج أشهر معلومات "
( أَنَا ) أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ فِي قَوْله تَعَالَى :﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾. قَالَ : أَشْهُرُ الْحَجِّ شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ. وَلَا يُفْرَضُ الْحَجُّ [ إلَّا ] فِي شَوَّالِ كُلِّهِ وَذِي الْقَعْدَةِ كُلِّهِ، وَتِسْعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَلَا يُفْرَضُ إذَا خَلَتْ عَشْرَةُ ذِي الْحِجَّةِ، فَهُوَ مِنْ شُهُورِ الْحَجِّ، وَالْحَجُّ بَعْضُهُ دُونَ بَعْضٍ.
قوله تعالى :" ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام


الصفحة التالية
Icon