أما الأقوال التي اكتفى بنسبتها إلى المفسرين، فهي فِي الغالب مجموعة من عدة آثار وأقوال يجمعها الواحدي ويسوقها مساقاً واحداً، وفي أكثر الأحيان يكون المراد بقوله هذا شيخه الثعلبي، وَقَد نبّه عَلَى كثير من ذَلِكَ الحافظ فِي العجاب، وكان ذَلِكَ ديدن شيخه الثعلبي، فتناوله الحافظ وعدَّ ذَلِكَ مما عيب عَلَيْهِ، فَقَالَ: (( وهذا من عيوب كتابه، وَمن تبعه عَلَيْهِ، يجمعون الأقوال عن الثقات وغيرهم ويسوقون القصة مساقاً واحداً عَلَى لفظ من يرمى بالكذب أو الضعف الشديد، ويكون أصل القصة صحيحاً والنكارة فِي ألفاظ زائدة ))(١).
أما ما أغفل نسبته إلى شخص ما مِنْ أسباب النزول، فَهُوَ فِي أغلب مادته مأخوذ من كلام شيخه الثعلبي.
المبحث الثالث
مصادر الواحدي
فِي كتاب أسباب نزول القرآن
فيما تقدم أكدنا عَلَى أن الواحدي كَانَ واسع الرواية استفرغ شطر عمره فِي التحصيل والسماع، فاجتمع عنده عدد لا يستهان بِهِ مِن الكُتُب المسموعة، ونجد مصداق ذَلِكَ فِي كتابه " أسباب نزول القرآن " عَلَى صغر حجمه فَقَدْ تضمن النقل
من عدة كتب، أرتأينا أن نقسمها عَلَى حسب موضوعاتها عَلَى النحو الآتي :
أولاً: كتب التفسير وما يتعلق بالقرآن :
تفسير السدي، للإمام أبي مُحَمّد إسْمَاعِيل بن عَبْد الرحمان بن أبي كريمة الحجازي ثم الكوفي، المشهور بالسدي الكبير (ت ١٢٧ ه - ).
وَقَد اقتبس الواحدي مِنْ هذا التفسير أربعين نصاً عَلَى النحو الآتي :
أولاً : خمسة نصوص مسندة ذكرها بإسناده إلى السدي مِنْ طرق هي :
- شيخه الثعلبي، عن عَبْد الله بن حامد الأصبهاني، عن مُحَمّد بن إسْمَاعِيل الفارسي، عن أحْمَد بن موسى الجماز، عن عمرو بن حماد بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن السدي.