وعلقمة بن وقَّاص، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن عائشة زوج النبي - ﷺ - حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله تعالى منه(١). قال الزهري: وكلهم حدثني طائفةً (٢) من حديثها، وبعضُهم كان أوعى لحديثها من بعضٍ وأثبت اقتصاصاً، ووعيت، عن كل واحدٍ الحديث الذي حدثني، وبعض حديثهم يصدقُ بعضاً. ذكروا أن عَائِشَة -رضي الله عنها- زوج النبي - ﷺ - (٣)، قالت: كان رسول الله - ﷺ - إذا أراد سفراً أقرعَ بين نسائه، فأيتهن خَرَجَ سَهْمُها خرجَ بها معه(٤). قالت عَائِشَة -رضي الله عنها-: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي. فخرجت مع رسول الله - ﷺ - وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب، فأنا أُحملُ في هودجي وأنزل فيه، فَسِرْنا (٥)، حتى فرغ رسول الله - ﷺ - من غزوه(٦) وقفل، ودنونا من المدينة، أذن ليلةً بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحلِ فلمست صدري فإذا عقدٌ من جَزِع ظَفَارٍ قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاءه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي(٧) فحملوا هَوْدجَي فرحَّلُوه على بعيري الذي كنت أركب، وهم يحسبون أني فيه. قالت عائشة (٨): وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يَهْبَلنَ (٩)، ولم يَغْشَهُنَّ اللحم، إنما يأكلن/٨٧ أ/ العُلْقَةَ (١٠)
(٢) فِي ( س ) و ( ه - ) :(( بطائفة )).
(٣) في ( ص ): (( حين قال لها أهل الإفك))٠
(٤) في (ب): (( خَرَجَ بها رسول الله - ﷺ - معه ))٠
(٥) فِي ( س ) و ( ه - ) :(( مسيرنا )).
(٦) في (ص): ((غزوته))٠
(٧) فِي ( ب ) :(( يرحلونني )).
(٨) فِي ( ب ) :(( قَالَ )). فقط.
(٩) معناه لم يكثر عليهن اللحم والشحم )) انظر : اللسان ١١/٦٨٨.
(١٠) في (ب) و (ص): ((اللعقة)). والعلقة : هو كل ما يتبلغ به من العيش. انظر لسان العرب ١٠/ ٢٦٢.