﴿ وَيَسْئَلوُنَكَ عَنِ الرُوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلمِ إِلا قَلِيلاً ﴾ فلما هاجر رسول الله - ﷺ -إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول :﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلمِ إِلاّ قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: ٨٥] أفتعنينا (١) أم قومك ؟ فَقَالَ:((كلاً قَدْ عنيت)). قالوا : ألست تتلو فِيْمَا جاءك أنا قَدْ أوتينا التوراة وفيها علم كُلّ شيء. فَقَالَ رَسُول الله - ﷺ -:(( هِيَ فِيْ علم الله قليل وَقَدْ آتاكم الله تَعَالَى ما إن عملتم بِهِ انتفعتم بِهِ)). فقالوا: يا مُحَمّد كَيْفَ تزعم هَذَا، و أنت تَقُولُ :﴿ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثيراً ﴾ [ البقرة : ٢٦٩]، وكيف يجتمع هَذَا علم قليل وخير كَثِيْر. فأنزل الله تَعَالَى ﴿ وَلَوْ أَنَّما فِيْ الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ.. الآية ﴾ [لقمان : ٢٧ ]
قوله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ … الآية ﴾ [ لقمان : ٣٤].
نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة /٩٤ب/ من أهل البادية أتى النبي - ﷺ -فسأله عن الساعة ووقتها، وقال: إن أرضنا أجدبت فمتى يَنْزل الغيث وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد ؟ وَقَدْ علمت أين ولدت فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله - عز وجل - هَذِهِ الآية (٢).
(٢) انظر : تفسير الطبري ٢١/٨٧-٨٨، وتفسير البغوي ٣/٥٩٣، والدر المنثور ٦/٥٣٠-٥٣١.