وقال مقاتل(١): نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر رماه عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، فقال النَّبْيّ - ﷺ - يومئذٍ(٢): ((سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة ))، فجزع عَلَيْهِ أبواه
وامرأته فأنزل الله تعالى فيهم هَذِهِ الآية وأخبر أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات
الله تعالى(٣).
قوله - عز وجل - :﴿ وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً …الآية ﴾ [العنكبوت: ٨].
قال المفسرون (٤): نزلت في سعد بن أبي وقاص. وذلك أنه لما أسلم قَالَتْ
لَهُ(٥) أمه حمنة (٦): يا سعد بلغني أنك صبوت فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح(٧) والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمدٍ وترجع إلى ما كنت عليه وكان أحب ولدها إليها فأبى سعد وصبرت هي ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خشي عَلَيْهَا (٨)، فأتى سعد رَسُول الله - ﷺ - وشكا ذلك إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي في لقمان (٩) /٩٣أ/ والأحقاف (١٠).
(٢) لَمْ ترد في ( ص ).
(٣) وَقَالَ عُبَيد بن عمير، وابن جريج نزلت في عمار بن ياسر كَانَ يعذب في الله(؟. انظر : تفسير الطبري ٢٠/١٢٩، وتفسير البغوي ٣/٥٤٩، والدر المنثور ٦/٤٥٠.
(٤) تفسير الطبري ٢٠/١٣١، وبحر العلوم ٢/٥٣١، وتفسير البغوي ٣/٥٥١ (١٦٢٠)، وتفسير القرطبي ٦/٥٠٤٤.
(٥) لَمْ ترد فِي ( ب ).
(٦) في (ه) :((جميلة ))، وفي المستدرك للحاكم ٣/٤٩٤، وتفسير البغوي (١٦٢٠)، وسير أعلام النبلاء ١/٩٦ :((حمنة)).
(٧) أي: الشمس.
(٨) حَتَّى خشي عَلَيْهَا )) لَمْ ترد فِي( س ).
(٩) لقمان : ١٤.
(١٠) الأحقاف : ١٥.