عفان، كان يتصدق وينفق في الخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله (١) بن أبي سَرْح: ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك أن لا يبقى لَكَ شيء (٢)، فَقَالَ عُثْمَان: إن لي ذنوباً وخطايا، وإني أطلب بِمَا أصنع رضا الله عَلِيّ(٣) وأرجو عفوه. فَقَالَ لَهُ عَبْد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه وأشهد عَلَيْهِ، وأمسك عَن بَعْض ما كَانَ يصنع مِنْ الصدقة، فأنزل الله تَعَالَى: ﴿ أَفَرَءَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى - وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ﴾ [النجم: ٣٣، ٣٤]فعاد عُثْمَان إِلَى أحسن ذَلِكَ وأجمله(٤).
وقال مجاهد وابن زيد وابن عَبَّاس فِي رِوَايَة عطاء وغيره (٥): نزلت في الوليد بن المُغِيرة، وكان قد اتبع رسول الله - ﷺ - على دينه، فَعَيَّرَه بعضُ المشركين وَقَالَ له: لِمَ تركت دين(٦) الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار، قال: إني خشيت عذاب الله. فضمن له إن هو أعطاه شيئاً من ماله ورجع إلى شركه- أن يتحمل عنه عذاب الله، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه، فأنزل الله تعالى هذه الآيات(٧)
(٢) في (ه - ): ((شيئاً)).
(٣) لَمْ ترد في ( ب ) و ( ص ).
(٤) انظر: الكشاف ٤/٣٣ وذكر القصة بتمامها ولم يذكر فِي سبب النزول ول غيرها، والقرطبي ٧/٦٢٨١ وزاد نسبتها للثعلبي، والبحر المحيط ٨/١٦٦-١٦٧ وَقَالَ: قَالَ ابن عطية: وذلك كله عِنْدِي باطل وعثمان رضي الله عَنْهُ منْزه عن مثله. انتهى.
(٥) عبارة ((وابن عَبَّاس في رِوَايَة عطاء وغيره)) لَمْ ترد فِي ( س ) و (ه - ).
(٦) وفي ( ب ) :((وَقَالَ: أتركت)).
(٧) أخرجه: مجاهد في تفسيره (٦٣١)، والطبري ٢٧/٧٠ مِنْ طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وأخرج الطبري ٢٧/٧ بإسناده إلى ابن زيد ولم يذكر الوليد بن المغيرة بل ذكرها مبهمة بصيغة :((رجل)). وذكره السمرقندي في تفسيره ٣/٢٩٤، والمصنف ٤/٢٠٣، والبغوي ٤/٣١٢، وابن الجوزي في زاد المسير ٨/٧٧، والقرطبي ٧/٦٢٨١، والخازن ٦/٢٦٧، وأبو حيان الأندلسي ٨/١٦٦، والثعالبي ٥/٣٢٩-٣٣٠، والسيوطي في الدر المنثور ٧/٦٥٩ وزاد نسبته للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.