وقال عكرمة، والضحاك، وقتادة، ومقاتل، والكَلْبي: احتبس جبريل عليه السلام عَنْ(١) رَسُول الله - ﷺ - حين سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح، فلم يدر ما يجيبهم ورجا أن يأتيه جبريل عليه السلام بجواب ما سألوه فأبطأ عليه، فشق على رسول الله - ﷺ - مشقة شديدة (٢)، فلما نزل جبريل عليه السلام، قال لَهُ (٣): (( أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك ))، فقال جبريل عليه السلام : إني كنت (٤) أشْوَق ولكني عبدٌ مأمورٌ : إذا بُعثتُ نزلتُ وإذا حُبستُ احتَبَستُ، فأنزل الله تَعَالَى :﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّك … الآية ﴾ (٥) [مريم: ٦٤].
قوله - عز وجل -: ﴿ وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَءِذا ما مِتُّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيّاً ﴾ الآيات[مريم: ٦٦].
قال الكلبي(٦): نزلت في أبي بن خلف، حين أخذ عظاماً باليةً يفتها بيده ويقول: زعم لكم محمدٌ أنا نبعث بعد ما نموت.
قوله - عز وجل -: ﴿ أَفَرَءيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا … الآيات ﴾ [مريم : ٧٧].
(٢) في (ص) :((عظيمة))٠
(٣) لم ترد في ( ص ) ٠
(٤) في (س)و (ص) بعد هذا :((إليك)) ولم ترد في (ب).
(٥) أثر قتادة أخرجه الطبري في تفسيره١٦/١٠٣و١٠٤ ٠
وأثر الضحاك أخرجه الطبري ١٦/١٠٤.
وأثر عكرمة أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور ٥/٥٣٠ وقال فيه (( أبطأ جبريل
عَلَى النَّبِيّ - ﷺ - أربعين يوماً ثُمَّ نزل … )).
وذكره البغوي فِي تفسيره ٣/٣٤١-٣٤٢(١٣٩٨) عَنْ عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي.
(٦) ذكره القرطبي فِي تفسيره ٥/٤١٧٠ وعزاه للواحدي، والثعلبي والقشيري.