قوله - عز وجل -: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا…الآية ﴾ [الأنعام : ١٠٩] إلى قوله :﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ [الأنعام : ١١١].
(٢٤٤) أخبرنا مُحَمَّد بن موسى بن الفضل، قال : حدثنا محمد بن يعقوب /٦١ب/ الأموي، قال : حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، قال : حَدَّثَنَا يونس بن بكير، عن أبي مَعشر، عن محمد بن كعب، قال : كلمت رَسُول الله - ﷺ - قريشٌ، فقالوا: يا محمد، إنك(١) تخبرنا أن موسى كانت معه عصى ضربَ بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وأن عيسى كان يحي الموتى، وأن ثمود كانت لهم ناقةٌ، فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك. فقال رسول الله - ﷺ - :(( أيُّ شيءٍ تحبون أن آتيكم بِهِ ))؟، فقالوا : تجعل لنا الصفا ذهباً. قَالَ :(( فإن فعلت تصدقوني ))؟، قالوا : نعم، والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. فقام(٢) رَسُول الله - ﷺ - يدعو، فجاءه جبريل - عليه السلام - فقَالَ : إن شئت أصبح الصفا ذهباً، ولكني لم(٣) أرسل آية فلم يُصَدَّق بها إلا أنزلت العذاب، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فَقَالَ رَسُول الله - ﷺ - :(( اتركهم حتى يتوب تائبهم )). فأنزل الله تعالى: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا ﴾ [الأنعام: ١٠٩] إلى قوله :﴿ مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ (٤)
(٢) في ( س ) و ( ه) :(( فقدم )).
(٣) فِي ( ب ) :(( ولكن لو )).
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره ٧ / ٣١٢، وذكره المصنف فِي الوسيط ٢ / ٣١١، وابن عطية في تفسيره ٥/٣١٤، والقرطبي فِي تفسيره ٣/ ٢٤٩٨، وأبو حيان في تفسيره ٤ / ٢٠٠، والخازن فِي تفسيره ٢/١٧٠ ـ ١٧١، وابن كثير فِي تفسيره ٢/ ٢٢٦ وقال الحافظ ابن كثير :(( وهذا مرسل وله شواهد من وجوه أخرى ))، والسيوطي فِي الدر المنثور ٨/٣٤٠،