بالفتح على أن الجملة مصدر، وموضعه جر بدلا من أنه لاإله إلا هو: أي شهد الله بوحدانيته بأن الدين، وقيل هو بدل من القسط، وقيل هو في موضع نصب بدلا من الموضع، والبدل على الوجوه كلها بدل الشئ من الشئ وهو هو، ويجوز بدل الاشتمال (عند الله) ظرف العامل فيه الدين، وليس بحال منه لأن أن تعمل في الحال (بغيا) مفعول من أجله، والتقدير: اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال (ومن يكفر) " من " مبتدأ، والخبر يكفر، وقيل الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر، وقيل الخبر هو الجواب، والتقدير: سريع الحساب له.
قوله تعالى (ومن اتبعنى) " من " في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت: أي وأسلم من اتبعنى وجوههم لله، وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف: أي كذلك، ويجوز إثبات الياء على الأصل وحذفها تشبيها له برؤوس الآى والقوافي، كقول الأعشى: فهل يمنعنى ارتيادى البلا * دمن حذر الموت أن يأتين وهو كثير في كلامهم (أأسلمتم) هو في معنى الأمر: أي أسلموا كقوله " فهل
أنتم منتهون " أي انتهوا.
قوله تعالى (فبشرهم) هو خبر إن، ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذى فعلا، وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر، ولا تمنع إن من دخول الفاء في الخبر لأنها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته، فلو دخلت على الذى كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر.
ويقرأ " ويقاتلون النبيين " ويقتلون هو المشهور، ومعناهما متقارب.
قوله تعالى (يدعون) في موضع حال من الذين (وهم معرضون) في موضع رفع صفة لفريق، أو حالا من الضمير في الجار، وقد ذكرنا ذلك في قوله " أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
قوله تعالى (ذلك) هو خبر مبتدإ محذوف.
أي ذلك الأمر ذلك، فعلى هذا يكون قوله (بأنهم قالوا) في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الإشارة: أي ذلك الأمر مستحقا بقولهم وهذا ضعيف، والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره: أي ذلك العذاب مستحق بقولهم.
قوله تعالى (فكيف إذا جمعناهم) كيف في موضع نصب على الحال،