قوله تعالى (ها أنتم) ها للتنبيه، وقيل هي بدل من همزة الاستفهام، ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد، وبتليين الهمزة والمد، وبالقصر والهمز، وقد ذكرنا إعراب هذا الكلام في قوله " ثم أنتم هؤلاء تقتلون " (فيما) هي بمعنى الذى أو نكرة موصوفة، و (علم) مبتدأ ولكم خبره، وبه في موضع نصب على الحال لأنه صفة لعلم في الأصل قدمت عليه، ولايجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول، فإن علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز، وهو الذى يسمى تبيينا.
قوله تعالى (بإبراهيم) الباء تتعلق بأولى، وخبر إن (للذين اتبعوه) وأولى أفعل من ولى يلى، وألفه منقلبة عن ياء لأن فاءه واو، فلا تكون لامه واو، إذ ليس في الكلام مافاؤه ولامه واوان إلا واو (١) (وهذا النبي) معطوف على خبر إن، ويقرأ النبي بالنصب: أي واتبعوا هذا النبي.
قوله تعالى (وجهه النهار) وجه ظرف لآمنوا بدليل قوله (واكفروا آخره) ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل.
قوله تعالى (إلا لمن تبع) فيه وجهان: أحدهما أنه استثناء مما قبله، والتقدير: ولا تقروا إلا لمن تبع، فعلى هذا اللام غير زائدة، ويجوز أن تكون زائدة، ويكون محمولا على المعنى: أي اجحدوا كل أحد إلا من تبع، والثانى أن النية التأخير، والتقدير ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم، فاللام على هذا زائدة، ومن في موضع نصب على الاستثناء من أحد، فأما قوله (قل إن الهدى) فمعترض بين الكلامين لأنه مشدد، وهذا الوجه بعيد لأن فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه، وعلى العامل فيه وتقديم مافى صلة أن عليها.
فعلى هذا في موضع أن يؤتى ثلاثة أوجه: أحدها جر تقديره: ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد.
والثانى أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر.
والثالث أن يكون مفعولا من أجله تقديره: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، وقيل أن يؤتى متصل بقوله " قل إن الهدى هدى الله " والتقدير: أن يؤتى: أي هو أن لا يؤتي، فهو في موضع رفع (أو يحاجوكم) معطوف على يؤتى، وجمع الضمير لأحد لأنه في مذهب الجمع، كما قالوا " لا نفرق بين أحد منهم " ويقرأ: أن يؤتى على الاستئناف، وموضعه رفع على أنه مبتدأ تقديره: إتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدق، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف تقديره: أتصدقون أن يؤتى أو أتشيعون، ويقرأ شاذا أن يؤتى على تسمية الفاعل وأحد فاعله والمفعول محذوف: أي أن يؤتى أحد أحدا (يؤتيه من يشاء)
(*)