قوله تعالى (حتى إذا بلغوا) حتى هاهنا غير عاملة، وإنما دخلت على الكلام لمعنى الغاية كما تدخل على المبتدإ، وجواب إذا (فإن آنستم) وجواب إن (فادفعوا) فالعامل في " إذا " مايتلخص من معنى جوابها، فالتقدير: إذا بلغوا راشدين فادفعوا (إسرافا وبدارا) مصدران مفعول لهما، وقيل هما مصدران في موضع الحال: أي مسرفين ومبادرين، والبدار مصدر بادرت وهو من باب المفاعلة التى تكون بين اثنين، لأن اليتيم مار إلى الكبر والولى مار إلى أخذ ماله، فكأنهما يستبقان، ويجوز أن يكون من واحد (أن يكبروا) مفعول بدارا: أي بدارا كبرهم (وكفى بالله) في فاعل كفى وجهان: أحدهما هو اسم الله، والباء زائدة دخلت لتدل على معنى الأمر، إذ التقدير: اكتف بالله، والثانى أن الفاعل مضمر، والتقدير: كفى الاكتفاء بالله، فبالله على هذا في موضع نصب مفعول به، و (شهيدا) حال، وقيل تمييز، وكفى يتعدى إلى مفعولين وقد حذفا هنا: والتقدير: كفاك الله شرهم، ونحو ذلك، والدليل على ذلك قوله " فسيكفيكهم الله ".
قوله تعالى (قل منه) يجوز أن يكون بدلا " مما ترك " ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف في ترك: أي مما تركه قليلا أو كثيرا أو مستقرا مما قل (نصيبا)
قيل هو واقع موقع المصدر، والعامل فيه معنى ما تقدم، إذ التقدير: عطاء أو استحقاقا، وقيل هو حال مؤكدة، والعامل فيها معنى الاستقرار في قوله " للرجال نصيب " ولهذا حسنت الحال عنها، وقيل هو حال من الفاعل في قل أو كثر، وقيل هو مفعول لفعل محذوف تقديره: أوجب لهم نصيبا، وقيل هو منصوب على إضمار أعنى.
قوله تعالى (فارزقوهم منه) الضمير يرجع إلى المقسوم، لأن ذكر القسمة يدل عليه.
قوله تعالى (من خلفهم) يجوز أن يكون ظرفا لتركوا، وأن يكون حالا (من ذرية ضعافا) يقرأ بالتفخيم على الأصل، وبالإمالة لاجل الكسرة، وجاز ذلك مع حرف الاستعلاء لأنه مكسور مقدم ففيه انحدار (خافوا) يقرأ بالتفخيم على الأصل، وبالإمالة لأن الخاء تنكسر في بعض الأحوال وهو خفت، وهو جواب لو ومعناها إن.
قوله تعالى (ظلما) مفعول له، أو مصدر في موضع الحال (في بطونهم نارا) قد ذكر في البقرة فيه شئ، والذى يخص هذا الموضع أن في بطونهم حال من نارا: