وقد ذكر (ونذرهم) يقرأ بالنون وضم الراء وبالياء كذلك، والمعنى مفهوم ويقرأ بسكون الراء.
وفيه وجهان: أحدهما أنه سكن لثقل توالى الحركات، والثانى أنه مجزوم عطفا على يؤمنوا، والمعنى: جزاء على كفرهم، وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون بل بين لهم.
قوله تعالى (قبلا) يقرأ بضم القاف والباء وفيه وجهان: أحدهما هو جمع قبيل مثل قليب وقلب، والثانى أنه مفرد كقبل الإنسان ودبره، وعلى كلا الوجهين هو حال من كل، وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العلوم، ويقرأ بالضم وسكون الباء على تخفيف الضمة، ويقرأ بكسر القاف وفتح الباء.
وفيه وجهان أيضا: أحدهما هو ظرف كقولك: لى قبله حق، والثانى مصدر في موضع الحال: أي عيانا أو معاينة (إلا أن يشاء الله) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع، وقيل هو متصل.
والمعنى: ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا في حال مشيئة الله تعالى.
قوله تعالى (وكذلك) هو نعت لمصدر محذوف كما ذكرنا في غير موضع، و (جعلنا) متعدية إلى مفعولين.
وفى المفعول الأول وجهان: أحدهما هو عدوا
والثانى (لكل نبى)، و (شياطين) بدل من عدو.
والثانى المفعول الأول شياطين.
وعدوا المفعول الثاني مقدم، ولكل نبى صفة لعدو قدمت فصارت حالا (يوحى) يجوز أن يكون حالا من شياطين وأن يكون صلة لعدو، وعدو في موضع أعداء (غرورا) مفعول له، وقيل مصدر في موضع الحال، والهاء في (فعلوه) يجوز أن تكون ضمير الإيحاء، وقد دل عليه يوحى، وأن تكون ضمير الزخرف أو القول أو الغرور (وما يفترون) " ما " بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، أو مصدرية، وهى في موضع نصب عطفا على المفعول قبلها، ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع.
قوله تعالى (ولتصغى) الجمهور على كسر اللام وهو معطوف على غرور: أي ليغروا ولتصغى، وقيل هي لام القسم كسرت لما لم يؤكد الفعل بالنون، وقرئ بإسكان اللام وهى مخففة لتوالى الحركات، وليست لام الأمر لأنه لم يجزم الفعل، وكذلك القول في (وليرضوه وليقترفوا) و " ما " بمعنى الذى، والعائد محذوف: أي وليقترفوا الذى هم مقترفوه، وأثبت النون لما حذف الهاء.
قوله تعالى (أفغير الله) فيه وجهان: أحدهما هو مفعول أبتغى و (حكما)