المسألة الثالثة : قوله تعالى :﴿ ولا تبذر تبذيرا ﴾ قال العلماء : التبذير هو منعه من حقه، ووضعه في غير حقه، وفي نفس السياق حديث النبي ﷺ :﴿ نهى النبي ﷺ عن إضاعة المال ﴾، وقال تعالى: ﴿ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾ وهذا نص واضح في تحريم التبذير.
(٦). مسألة حرمة قتل الأولاد :
قال تعالى :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾. روى ابن مسعود ﴿ عن النبي ﷺ أنه سئل : أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قال : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ﴾ (٥). وهذا نص صريح على حرمة قتل الأولاد خشية الفقر وكان مورد هذا النهي بشكل أساسي أهل الموءودة الذين كانوا يرون قتل الإناث مخافة الإنفاق عليهن، وعدم النصرة منهن، ويدخل فيه كل من فعل فعلهم من قتل ولده إما خشية الإنفاق أو لغير ذلك من الأسباب.
(٧). حرمة التصرف في مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن :
قال تعالى :﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا ﴾.
وهذه الآية تبين حرمة التصرف في مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن أي بالتي هي أحسن لليتيم، وذلك بكل وجه تكون المنفعة فيه لليتيم، لا للمتصرف فيه.
وقوله :﴿ حتى يبلغ أشده ﴾ يعني قوته
وقوله :﴿ وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ﴾ أي مسئولا عنه، وهذا يبين ضرورة التزام العهود.
ثانيا : الآداب المستفادة من سورة الإسراء
(١). مجادلة الآخرين بالتي هي أحسن :


الصفحة التالية
Icon